كلمة سعادة رئيس هيئة التقييس بمناسبة اليوم العالمي للمترولوجيا ٢٠٢١
تشارك هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الهيئات والمؤسسات المماثلة في دول العالم احتفالها باليوم العالمي للمترولوجيا الذي يصادف يوم 20 مايو من كل عام، والذي يحتفل به هذا العام تحت شعار “القياس من أجل الصحة“.
وبهذه المناسبة يطيب لي أن أتقدم إلى جميع العاملين في هيئات التقييس الوطنية في الدول الأعضاء بشكل عام، والعاملين منهم في نشاط المترولوجيا بشكل خاص بخالص التهنئة وأطيب التمنيات بهذه المناسبة، مؤكداً على الدور المهم الذي يلعبه القياس في مجال الصحة وفي مختلف أوجه الحياة اليومية.
يأتي اليوم العالمي للمترولوجيا في عام 2021م في وقت تحولت فيه الخبرات والقدرات المستثمرة في منظمات ومعاهد القياس حول العالم في وقت قصير لمواجهة التحديات الصحية الجديدة لجائحة COVID-19 الذي انتشر بشكل غير مسبوق في كل انحاء العالم منذ بداية عام 2020م وفي الوقت الذي يركز فيه العالم على تحقيق انتعاش سريع وفعال من تأثير الجائحة، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ العباد من هذه الجائحة وأن يرفع عنا البلاء.
لقد تم اختيار شعار الاحتفال بهذه المناسبة لهذا العام لخلق الوعي بالدور المهم الذي يلعبه القياس في الصحة، وبالتالي في رفاهية كل واحد منا وفي الواقع، يلعب علم القياس على نطاق أوسع، دورًا مركزيًا في الاكتشاف العلمي والابتكار والتصنيع الصناعي والتجارة الدولية، وفي تحسين نوعية الحياة وحماية البيئة العالمية.
لقد أجبرت السرعة والخطورة التي أثر بها الفيروس على الناس في جميع أنحاء العالم الحكومات على الاستجابة بسرعة لمواجهة هذا الفيروس وقد ظهرت ومنذ البداية، الحاجة الى متطلبات قياس جديدة، بدءًا من الحاجة إلى اختبارات واسعة النطاق لوجود الفيروس وأداء معدات الحماية الشخصية وصولاً إلى تطوير اللقاحات التي اعتمدت على القياس والتحديد الدقيق لجزيئات البروتين المعقدة والحمض النووي الريبي. مما أدى الحجم الهائل لهذه المتطلبات إلى تغيير الأولويات الوطنية على مستوى العالم وأعادت الحكومات تركيز القدرات العلمية لديها لمواجهة التحدي المتمثل في حماية سكانها من تأثير الفيروس.
لقد ساهم مجتمع المترولوجيا في جميع أنحاء العالم في مواجهة هذه التحديات الوطنية والعالمية الجديدة واستخدم خبرته الراسخة في علم القياس لتلبية الاحتياجات الوطنية من خلال تطوير وسائل لقياس واختبار الأقنعة اللازمة للحماية الشخصية، والمساهمة في تصميم واختبار أجهزة التنفس الاصطناعية الجديدة اللازمة في المستشفيات، وكذلك تحديد وحساب جزيئات الفيروس في عينات الاختبار وأيضاً قياس نجاعة جرعات اللقاح.
لقد كان كل هذا ممكناً بسبب القدرات التقنية المتطورة لدعم العديد من القياسات اللازمة لحماية وتحسين الصحة. وتشمل ذلك ما يلي:
- تطوير معايير قياس دولية لجميع أنواع الأجهزة الطبية التي تدخل وظيفة القياس فيها، بما في ذلك أجهزة ضغط الدم الآلية، وأجهزة طب العيون والمحاقن الطبية،
- دعم الاختبارات المعملية السريرية من خلال التأكد من أن القياسات التي يتم إجراؤها بواسطة موازين الحرارة الطبية تتماشى مع مقياس درجة الحرارة المعترف به دوليًا،
- ضمان تلقى المرضى للجرعة الصحيحة من الأشعة السينية أثناء إجراءات التشخيص.
- توفير الاساس لجرعات علاجية دقيقة من الإشعاع في علاج السرطان.
لقد ساهمت هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من خلال التجمع الخليجي للمترولوجيا وبالتعاون المثمر مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة (SASO) هذا العام في زيادة الوعي بأهمية المترولوجيا من خلال اقتراح شعار الاحتفال باليوم العالمي للمترولوجيا ” القياس من اجل الصحة ” وتصميم البوستر العالمي للاحتفال وذلك بتكليف من المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM) والمنظمة الدولية للمترولوجيا (OIML).
ويسرني وبهذه المناسبة أن ازف لمجتمع المترولوجيا والمعنيين بنشاط المترولوجيا في دول مجلس التعاون والدول العربية نبأ حصول التجمع الخليجي للمترولوجيا (GULFMET) على الاعتراف الدولي والعضوية الكاملة للتجمع في اللجنة المشتركة لهيئات المترولوجية الإقليمية (JCRB) وذلك بعد استيفائه جميع المتطلبات الفنية الواردة في الوثيقة الدولية CIPM MRA-P-12 Appendix B, section B1
نبارك لأجهزة التقييس الوطنية في الدول الاعضاء في هيئة التقييس وللعاملين في نشاط المترولوجيا هذا الإنجاز الكبير الذي يضاف الى إنجازات الهيئة المميزة سائلاً المولى عز وجل مزيداً من التقدم والازدهار لدول مجلس التعاون والدول العربية.
كما ونستذكر بهذا اليوم الجهود الكبيرة التي يبذلها العاملون في نشاط المترولوجيا في دول مجلس التعاون لتوفير قياسات ذات موثوقية ومصداقية عالية معترف بها دولياً تخدم مجتمعنا في كافة المجالات الصحية، والصناعية والتجارية والخدمية.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وجميع العاملين في نشاط المترولوجيا في تحقيق أهداف وتطلعات دولهم للوصول إلى مستويات متقدمة في مجال المترولوجيا وان يحفظ بلادنا من شر هذا الوباء وان يمتع الجميع بالصحة والعافية.